رياضةفي الواجهة

دربي البيضاء حوار رياضي فوق العادة !

isjc

* الصادق بنعلال

لئن كانت المواجهات التي تجمع بين الغريمين الرئيسيين للكرة المغربية قاطبة ؛ الوداد و الرجاء البيضاويين تصنع الحدث الرياضي المغربي ، بفضل المكانة الاعتبارية لهذين الناديين المرجعيين، و تاريخهما المرصع بالألقاب و البطولات و الجوائز فائقة الجودة وطنيا و دوليا ، و بفضل جمهورهما العريض و المرعب ، فإن الحوار الفني الذي سيجمعهما السبت القادم ( 02/11/19) بملعب محمد الخامس ، برسم ذهاب ثمن نهائي الكأس العربية للأبطال ، قد يندرج في سياق الأحداث الرياضية المفصلية في مسار تاريخ النوادي العريقة لاعتبارات متعددة ، أقلها أن كلا منهما يوقعان على أداء فني مقنع و مشرف هذه السنة، سواء على مستوى البطولة الوطنية أو المنافسات الإفريقية و العربية ، و يتوفران على لاعبين متمرسين من الوزن الثقيل ، قادرين على بلورة إنجاز فعال نتيجة و أداء ، و يستمتعان باستقرار إداري و تقني ، و يتسلحان بمشجعين على استعداد لهز المدرجات بأحلى الأهازيج و أعذب الأغاني الحماسية .. و أجمل اللوحات ، و قبل ذلك و بعده الرهان الأسمى لهذه البطولة العربية الرفيعة ، و المتمثل في القيمة المالية الغالية ، التي ستكون من نصيب الفائز بالكأس، خاصة و أن المقابلة النهائية سيحتضنها مركب مدينة الرباط المغربية !

و إذا كانت جل العناصر و الأجواء متوفرة بما فيه الكفاية، لتقديم طبق رياضي رفيع المستوى يليق بالصحوة الكبيرة التي بدأت تعرفها الكرة المغربية ، فإنه لا بد من محددات سياقية جوهرية ، تضفي على هذا الدربي الملتهب و المصنف العاشر عالميا ، جمالا تسمو به نحو العالمية دون أدنى مبالغة ، من قبيل تفاني اللاعبين في الدفاع عن ألوان القميص ، عبر أداء جماعي يتسم بغلبة النزعة الجماعية و التوزيع المحكم للكرة ، و بناء العمليات الهجومية المؤثرة ، واستغلال الضربات الثابتة بتركيز وروية ، كل ذلك في إطار من الروح الرياضية العالية ، و الاحترام المتبادل بين المتنافسين ، لأن الفائز الحقيقي في هذه المقابلة التي ننتظرها بشوق بالغ ، ليس هو الذي سيخرج منتصرا بهدف أو أكثر ، بل إنه الذي سيشكل لوحات ساحرة ، تغذي ذائقة عشاق كرة القدم أينما كانوا ، و يعانق الفريق الذي سيكون أوفر حظا ، و يبارك له توفيقه و تألقه بصدر رحب ، لأنه في المحصلة الأخيرة ، سواء تمكن الرجاء العالمي أو وداد الأمة من المرور إلى المرحلة الموالية من هذه البطولة المتميزة ، فالمغرب سيكون حاضرا في هذه التظاهرة العربية الهامة .

أما نحن المتتبعون المحايدون للمشهد الكروي الوطني، فإننا سنتابع إن شاء الله ، هذه المقابلة بقدر كبير من الاهتمام و الموضوعية ، و سنشجع من كان أكثر حرصا على القيم الرياضية النبيلة ، من تسامح و محبة و احترام، حتى و لو لم يكن الفوز حليفه !

الإدارة

مدير النشر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى