في الواجهةكتاب السفير

رسالة مفتوحة للوزير ناصر بوريطة

isjc
* الدنمارك: ذ. البشير حيمري

قضية الصحراء المغربية كانت قضية إجماع وطني منذ 1975 ، ولم تكن قضية فتنة بين المغاربة ، والثقافة السياسية التي تربينا عليها كانت دائما تفرض علينا الإلتزام بنكران الذات والتنازل عن كل شيئ والتمسك بقيم التضامن والحفاظ على وحدة الصف .

لم نكن مطلقا نسعى للزعامة، بل وضعنا صوب أعيننا مصلحة البلد أولا وأخيرا، وهكذا عشنا لأكثر من 44 سنة منذ استرجاع المغرب لأقاليمه الجنوبية.

في الدنمارك التي تناوب على تدبيرها الدبلوماسي منذ سبع وعشرين سنة ، خمس سفراء وثلاثة سفيرات وكانوا جميعهم حريصون على استغلال ذكرى المسيرة الخضراء للإحتفال جميعا في جو يطبعه الحماس والتضامن وليس التناحر والتنافر. كان تاريخ السادس من نوفمبر مناسبة لتذكير الأجيال المزدادة بالخارج بالحدث ليحملوا بدورهم مشعل الدفاع عن مغربية الصحراء ، وهي مناسبة للدبلوماسية المغربية لربط الأجيال المزدادة بالدنمارك بوطنهم الأم .

عندما تختار ممثلة جلالة الملك السيدة خديجة الرويسي سفيرة المغرب بالدنمارك، سياسة تختلف عن سابقيها في التواصل مع مغاربة الدنمارك ، وتضرب عرض الحائط السياسة التي نهجها سابقوها في المحافظة على اللحمة والتضامن وبذل المزيد من اليقضة ، تلجئ لنهج سياسة فرق تسود ، وإثارة النعرات والفتنة وسط الجالية المغربية، سياسة لاتخدم قضية الصحراء التي تتطلب وحدة الصف، والتماسك لمواجهة كل التحديات المرتبطة بهذه القضية، ولعل من إنجازاتها تأسيسها للبيت الصحراوي وتنظيم رحلة لهم الى المغرب، لمجلس النواب ووزارة الخارجية وياليثها فكرت قليلا ونظمت رحلة للأجيال المزدادة في الدنمارك.

المصيبة أنها اختارت شيوخا وأشخاص لاعلاقة لهم بالسياسة في الدنمارك، كان عليها أن تنظم رحلة للسياسيين الدنماركيين للقاء مسؤولين في وزارة الخارجية ومجلس النواب والمستشارين، ومادامت عاجزة عن التواصل مع النخب السياسية فإنها عوضتها برحلة استجمام للبيت الصحراوي الذي أسسته وخلقت احتقان وسط الجالية وهذا ماحققته وعليها أن تعلم أنها خلقت فتنة بين المغاربة، في الوقت الذي كان عليها أن تستغل المناسبة لتنظم حفلا يشارك فيه الجميع.

إن السياسة التي سارت على نهجها السفيرة خديجة الرويسي تتعارض مع السياسة التي نهجها السفراء الذين مرو من هنا، وسلوكها ينم عن غياب الحس الوطني الذي كان من الضروري أن يطبع علاقتها مع كل مغاربة الدنمارك.

إن إقدامها إحياء مناسبات وطنية وإقصائها عمدا لناشطين سياسيين وإعلاميين أثبتوا حضورهم في الساحة منذ مدة طويلة وربطوا علاقات ، خدمت قضايا الوطن ، يعتبر خطأ لايخدم مصالح بلدنا على الإطلاق.

إن أربعة سنوات من التدبير الدبلوماسي الكارثي قد مرت ، والمجهودات التي بذلها بعض السفراء وبالخصوص الراحل لمنور عالم رحمه الله ، تفرض من الدولة المغربية مستقبلا اختيار السفراء ذوو الكفاءة الذين يصححون الهفوات المرتكبة، ويعملون على تدارك الحيز الزمني الذي تميز بجمود في العلاقات بين البلدين ،مع العلم أن العلاقات التاريخية بينهما امتدت منذ عهد الملك محمد بن عبد الله، وكانت الدنمارك من بين الدول الأوروبية التي كانت لها قنصلية في مدينة الصويرة ،وقد احتفل البلدان ليس بعيدا بالذكرى 250 على إقامة العلاقات بينهما ، وقد تحمل المسؤولية الدبلوماسية بين المغرب والعديد من الدول الأوروبية تاجر يهودي وإليه يرجع الفضل في وضع اللبنة الأولى للعلاقات المغربية الدنماركية ، في عهد السلطان محمد بن عبد الله.

إن استمرار السفيرة في إقصاء فعاليات من حضور احتفالات تقيمها في دار المغرب وليس دارها، وبميزانية الدولة المغربية وليس من مالها ، يعتبر سلوكا مرفوضا تهدف من ورائه تشويه سمعة الشرفاء والإساءة إليهم بتوجيهات من عناصر تابعة لإحدى الأجهزة الأمنية المدعو “ف.م” مر من هذه السفارة وانتهت مهمته ، ولكنه بكل أسف لازال يتحكم من بعيد في كل شيئ بهذه السفارة.

إن التطورات التي تعرفها قضية الصحراء المغربية ، تفرض اختيار سفراء لهم من الخبرة والتجربة والثقافة الساسية ولغة التواصل، ومن دون ذلك لن تستطيع بلادنا تحقيق تقدم في علاقاتها مع الدنمارك ودول الشمال ،بصفة عامة.

إن إقصاء السفيرة لفعاليات جمعوية تهدف من ورائه تجريدهم من وطنيتهم ، وهي بسلوكها تخرج عن التوجيهات السامية لجلالة الملك ، وتوجيهات السيد وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج ناصر بوريطة ، الذي بعث بمذكرة لجميع السفراء والقناصلة ، يحثهم فيها على ضرورة الإحتفال بذكرى المسيرة الخضراء.

الإدارة

مدير النشر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى