سياسةفي الواجهة

افتتاح أشغال الدورة الرابعة للمنتدى البرلماني المغربي-الفرنسي .. المالكي يبرز دور المغرب وفرنسا في موجهة التحديات الاقليمية والدولية

isjc

السفير 24

شدد الحبيب المالكي، رئيس مجلس النواب على الدور الذي تلعبه المملكة المغربية والجمهورية الفرنسية في مواجهة التحديات الاقليمية والدولية وخاصة في المنطقة الأورومتوسطية معتبراً أن رفع هذه التحديات الناجمة عن سياق العولمة وعن الظروف الاقليمية والدولية تحتاج اليوم أكثر من أي وقت مضى، إلى دولٍ حكيمة، وأن تلك هي حالة المغرب وفرنسا، اللذان يعتبران ركيزتين للاستقرار، ويعتبرُ قَائِداهُما من الحكماء في عالم ما أَحْوَجَهُ إلى التبصر والحكمة والاعتدال.

وقال رئيس مجلس النواب في افتتاح أشغال الدورة الرابعة للمنتدى البرلماني المغربي-الفرنسي اليوم في باريس إن رفع هذه التحديات وإيجادَ الأجوبة العملية، في مواجهتها، هو رهانٌ مشتركٌ، ليس فقط بين فرنسا والمغرب، ولكن بالنسبة لجميع القوى المؤمنة بالديموقراطية وتوطيد المؤسسات، وبالتقدم والتضامن والتعاون والعيش المشترك والاختلاف، والتي تَعْتَبِرُ مكافحةُ الفقرِ والهشاشةِ والعنفِ والتشددِ والانطواءِ، في صدارةِ أجَنْدَتِها.

وأردف المالكي أنه سواء تعلقَ الأمرُ بالعمل من أجل مواجهةِ التَّغَيُّراتِ المناخية وانعكاساتها على البشرية، أو تعزيز الديموقراطية، أو اسْتِثْبَابِ الأمن والسلم، أو التنمية في أبعادِهَا المتعددة، “فإننا أمام تحدياتٍ عالمية، مشتركةٍ، ترتبط على نحو جدلي فيما بينها، ترهنُ بَعْضَهَا البعض، وتُحَتَّمُ أجوبةً وحُلولاً جماعيةً هيكليةً وحاسمةً، قبل أن تستفحلَ أكثرَ مِمَّا هي عليه اليوم”.

وشدد على أن المؤسسات التشريعية مدعوة إلى مواصلة “الالتزامَ في إطار دبلوماسية برلمانية مناخية مناضلة من أجل الحفاظ على روح قِمَّتَيْ باريس ومراكش واستحضار القيم التي تأسست عليها نتائجُ المؤتمَرَيْن، وفي مقدمتها التضامن، ومواصلة الترافع المشترك من أجل العدالة المناخية لإفريقيا، هذه القارة التي توجد في صدارة البلدان المتضررة من الاختلالات المناخية.

وأضاف أنه على أساس هذه الديناميات القُطْرية، تَمَّ اطلاق عدة مبادرات للاندماج الإقليمي والقاري. وذكر بأن عودة المغرب إلى الاتحاد الافريقي في يناير 2017، أعطت دفعة جديدة لعمل الاتحاد، وعززت التَّوجه الديموقراطي، المنفتح والتجديدي، داخل هذه الهيئة.

وفي سياق إبرازه للدور الوازن للمغرب في افريقيا قال رئيس مجلس النواب إن بالموازاة مع حضوره الدينامي داخل الاتحاد، أخذ المغرب على عاتقه، واختار، الشراكة جنوب-جنوب، إذ يُقيمُ علاقاتٍ وتعاونٍ اقتصادي، واجتماعي، وتوطينِ الاستثمارات مع الأغلبية الساحقة من البلدان الإفريقية مؤطرة باتفاقيات وبرتوكولات تعاون.

وأضاف أن السياسة الافريقية للمغرب، التي يقودها في الميدان ويرعاها صاحب الجلالة الملك محمد السادس، تتوخى تحقيق الربح المشترك، والصعود الإفريقي الجماعي، وقيام افريقيا الجديدة الواعدة، المستقرة والمتمتعة بالرخاء. وأكد على أن “اختيار التعاون جنوب-جنوب ليس بديلا عن التعاون شمال-جنوب، بل هو امتداد له ويساعد على فتح آفاق جديدة في المبادلات الدولية”. مشيراً إلى أن ذلك يشكل رافعة لتحقيق التنمية المستدامة، والاستثمار الأمثل لموارد القارة من أجل هذا الهدف، ومن أجل شعوبها، وأن يُيَسِّرَ الاستقرار ويُخَفِّفَ من الهجرة ويجعلَ المواطن الإفريقي وَاثِقاً من مؤسساته ومُؤْمِناً بأن مستقبَلَه في بلده وقارته ومؤسساته. 

وفي معرض حديثه عن التحديات التي تواجهها الديموقراطية أشار الحبيب المالكي أن الأنظمة البرلمانية تواجه اليوم عدة تحديات، لخصها في – نَزَعَاتُ مناهضةِ العمل البرلماني والمؤسسات، والادعاء باستنفاذ أدوارها، والتشكيك في النخب، ونشر الأخبار الكاذبة والزائفة بشأن البرلمانات، وضعف المشاركة في الانتخابات، وبروز الحركات الشعبوية والانطوائية، والخلط والتداخل بين المشكلات الوطنية والقضايا الدولية، وطغيان النزعات ذات  الطابع الاقتصادي والمالي والتقني على المشاريع السياسية والثقافية المتسمة بالعمق والمستندة الى أفكار جوهرية، على الرؤية الاستراتيجية الشاملة.

واستخلص أنه في مواجهة هذه التحديات، لا بديلَ، عن تقوية الأنظمة البرلمانية، والمؤسسات التمثيلية، والعمل من أجل تعزيز الثقة في البرلمانات وفي المؤسسات الديمقراطية والدستورية. “ومن أجل تحقيق ذلك، ينبغي للبرلمانات أن تكون متفاعلة مع قضايا المجتمعات ومع السياقات، ومتجاوبة مع انشغالات المواطنات والمواطنين، وهو ما يمكن أن يجسده برلمانُ القرب، الذي ينبـغي أن يُصْغِيَ إلى الناس، وخاصةً إلى الشباب والنساء والفئات الهشة”.

الإدارة

مدير النشر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى