أقلام حرة

الإجرام يشوه صورة مراكش

isjc

* خالد الشادلي

إن تنامي ظاهرة الإجرام بمدينة مراكش، مؤشر على ان المدينة بدأت تفقد بوصلتها ومكانتها ضمن المدن الأكثر أمنا، فمعدل الجريمة عرف في السنوات الأخيرة ارتفاعا ملحوظا رغم المجهودات التي تبذلها السلطات الأمنية للحد من هذه الظاهرة، فتفاقم الجريمة بكل أشكالها زرع الرعب في نفوس المراكشيين والزوار على حد سواء، والكل يعلم مكانة مدينة مراكش، كمدينة سياحية يقصدها السياح من مختلف سكان العالم، ومثل هذه الجرائم ستؤثر على صورة المدينة، ولا سيما أن الدولة تراهن على الريادة في هذا المجال الحيوي، الذي يساهم في الإقتصاد الوطني.

الى عهد قريب كانت مدينة مراكش تحيا حياة سعيدة، والابتسامة لا تفارق وجه أهل البهجة والنشاط، لكن مع توالي الأيام بدأ هذا الجو يندثر نتيجة استفحال المخدرات بكل أنواعها خاصة الحبوب الهلوسة التي لها تأثير قوي على العقل والتفكير تجعل الشخص في حالة هيجان، بالإضافة إلى ذلك تعرف المدينة تزايد أطفال (الشوارع ) وهذا يشكل قنبلة موقوتة ممكن أن تنفجر في السنوات القادمة، إذا لم يتعامل معها مسؤولو المدينة بحزم.

حسب جل الدراسات التي أكدت إنخفاض منسوب التربية بشكل كبير، وما يتداول في الشارع خير دليل على صدق هذه الدراسات، فانعدام التربية يؤدي إلى ظهور سلوكات تنعكس سلبا على المجتمع المغربي، والأحداث والمشاهد المأساوية التي نشاهدها كل يوم تنذر بأشياء لا تحمد عقباها، وهذا، هو واقع أصبح ملازم لأغلب معمري مدينة مراكش.

كثيرا ما نسمع أن المقاربة الأمنية لوحدها أصبحت غير كافية، وهذا مايؤكده الواقع، فالحكومة ملزمة بإيجاد حلول وقعية للحد من ظاهرة الإجرام التي استفحلت بشكل كبير في المغرب، ومدينة مراكش بصفة خاصة، فجل الفاعلين من الأحزاب والجمعيات مطالبون بالمساهمة في تأطيرو تحسيس للحد من هذه الظاهرة التي تهدد الأمن والإستقرار النفسي، والسبيل الوحيد الأوحد حسب التربويين هو العناية بالطفولة والشباب تشجعيهم على الإنخراط في دور الشباب وتحفيزهم على ممارسة الفنون، وحثهم على القراءة قصد بناء شخصية متوزانة وتطهير النفس من كل الشوائب، وهذا يمر عبر الإهتمام بالبنيات التحتية والمرافق الرياضية، من أجل تفريغ جميع المكبوتات الفكرية والثقافية وتحويلها إلى طاقة إيحابية، وذلك في خدمة المجتمع والوطن.

ليس عيب أن نستلهم من بعض التجارب الدولية خاصة تجارب دول أمريكا الجنوبية، التي نجحت في الحد من ظاهرة الاجرام بشكل كبير، وإن كانت الجريمة ببلادنا لم تصل إلى مستوى تلك البلدان. فالجريمة بمدينة مراكش يجب التعامل معها بشكل جدي عبر تهيئ برامج تسترجع المدينة من خلالها بريقها الجذاب.

الإدارة

مدير النشر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى