أقلام حرة

شذرات من ذكرى عابرة..

isjc

* بقلم: الطاهري الشرقي

باعدت بيننا ظروف العمل فغاب عن ذاكرتي. فحل محله زميل جديد قديم له ثقل، وكنت أعتقد أن الزمالة القديمة تعني الود أو عدم الاساءة، فسرعان ما اكتشفت بأن الود الذي أنشده فهو ود من في الأعلى.

وبينما هو منهمك في نبش أوراق وكتب وفي نفس الوقت يتحدث عن أخطاء وزلات الماضي. فبادرت اليه بسؤال كنت أعرف مسبقا بأنه سيزعجه، لماذا تحب أن تشوه صورة الآخرين، فنظر الي بعينان جاحظتان … وقرأت في وجهه غياب الملامح فقط حرك شفتيه وتمتم بكلمات غير مفهومة، أجبته هلا استعدت ملامحك واسترجعت صوتك؟؟ وحاول ياصديقي أن توقظ كبرياء الانسان الغافية في أعماقك، وعندها ستعرف بأن همة الرجال لا تتقزم أمام كل مستهتر بالآخرين… فرد علي لا تلعن الحظ لأنك فشلت… بل كافح طويلا من أجل الفوز … وأقفل باب الغرفة … ورحل.

فرحت افتح عيني جيدا وأحاول معرفة هذا الانسان الجديد المتخلق أمامي حينها كنت اكتشف ما خفي علي من شخصه. كنت أتأسف أحيانا لما كان يزمجر في وجوه من لا يرجو منهم نفعا، ومع ذلك كنت متجلدا بالصبر حريصا على أن أحتفظ بمسافة بعد تمنع أي صدام بيننا أحيانا كنت أجد نفسي غير قادر على متابعة ما يصدر منه أكتفي فقط بمتابعة تغير ملامحه، وقناعاته، ونبرة صوته، فقلت في نفسي مرارا هذا مشروع انسان لم يكتمل بعد، والمثير هو أنه كان في احدى اللحظات ينسلخ عن نفسه ويتحول الى نقيضه .. هذا كله اكتشفته لما قربتنا ظروف العمل …. لطف، ود، حديث رقيق، ثم تعال وغطرسة مع من لا يروقه.

قليلة هي الأيام التي جمعتني به، ومع ذلك لمست فيه سعة الأفق وانسانية النظرة، وما أكثر من كانوا يذمونه ويرمونه بحدة المزاج والتقلب والرغبة والايقاع بالآخرين، ولكنني كنت واقفا على مسافة منهم جميعا ولم أر فيه مايرون، وكنت أعتقد أن الانسان مهما كان سيئا فهناك في مكان ما من نفسه بقعة مضيئة أستطيع أن أفتح لي فيها نافذة تواصل انساني وبهذه القناعة بدأت وسارت معرفتي به.

[email protected]

الإدارة

مدير النشر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى