في الواجهةكتاب السفير

سلسلة “دابا تزيان” : مقاربة خاطئة لمبدإ المساواة بين الرجل والمرأة

isjc
* ذ. طارق شهير

 فضلا عن ضعف المواقف الكوميديا وغياب أحداث مشوقة في سلسلة “دبا تزيان” التي تبث على قناة ” mbc5″ والتي شهدت دعاية واسعة ورصدت ميزانية ضخمة، فإن العديد من حلقاتها انزلقت من التعاطي مع مبدأ المساواة بين المرأة والرجل إلى الحط من مكانة هذا الأخير والنيل من كرامته وكبريائه، وقد تمثل ذلك في دور كل من : الفنانة (نزهة الركراكي) الزوجة المتسلطة القيادية؛ حيث تعمد إلى إهانة زوجها (الفنان محمد الجم) في دور “علال بن غريب” بعبارات التجريح والاحتقار فتحوله إلى خادم البيت لا يملك من أمره سوى الخضوع حتى يحافظ على مكانته داخل أسرته، نتيجة غيابه عنها أربعين عاما. إضافة إلى الفنانة (ماجدولين الإدريسي ) في شخصية “صباح” الزوجة المتسلطة التي تسعى بدورها إلى إهانة زوجها (عزيز الحطاب) في دور “طبيب الأمراض النفسية:” وتجريحه في كل مناسبة، ناهيك عن قسوة خطابها وسلوكها إزاء سائق الأسرة في مواقف مثيرة للدهشة والغرابة؛ إذ يحاول المسلسل الذي قام بإخراجه “هشام جباري” أن يقدم كلا من (نزهة الركراكي) و (ماجدولين الإدريسي) نموذجا للمرأة المتسلطة التي تقترن بالأسرة المغربية الراقية المنفتحة الميسورة، في المقابل ترتبط الزوجة التي تقوم بواجباتها المنزلية وتحافظ على استقرارها داخل البيت بالرجعية والانغلاق.

جملة من المشاهد في “دابا تزيان ” قد تسهم في إشعال الفتن داخل الأسر المغربية لما تتضمنه من نظرة دونية إزاء الرجل، وهي فتنة لم يعد بوسع المجتمع المغربي أن يثقل كاهله بالمزيد من آثارها في ظل أزمة القيم الخلقية التي غدت تطوق مختلف معالمه وتمس جل شرائحه، لدرجة أصبحت تصنف ضمن الأسباب الرئيسة في تفاقم ظاهرة الطلاق التي تبلغ 100 ألف حالة سنويا حسب ما كشفت عنه “الشبكة المغربية للوساطة الأسرية”؛ حيث أكدت رئيسة الشبكة في هذا الصدد المحامية “أسماء المودن” أن “أزمة القيم” تأتي في مقدمة الأسباب الكامنة وراء هذا الرقم الفظيع.   

وإذا كان مسلسل “دابا تزيان” قد يذكي بشكل أو بآخر الصراع الأسري بين الزوجين على وجه الخصوص حول القيادة داخل البيت إلى الحد الذي يحط من شأن الرجل: الزوج والأب والابن… ،فإن ذلك يمكن استيعابه بالنظر إلى موقف “نرجس الحلاق” إحدى المشاركات في كتابة سيناريو المسلسل؛ التي تحمل حقدا دفينا لأبيها جعلها تنقم على الرجال بصفة عامة؛ إذ صرحت في إحدى البرامج الإذاعية بأن الأب ليس حاجة مهمة في الأسرة،بل ورفضت ذكر اسمه حتى. إلى جانبها نجد أيضا السيناريست “كوثر المطواع” “مدربة الوعي الأنثوي” ومؤلفة العمل الروائي “أنت الأنثى التي أبحث عنها”، التي شاركت هي الأخرى في كتابة السيناريو مما يعكس النزعة الأنثوية في هذا العمل والتحامل على الرجل المغربي بطريقة أقرب إلى الوقاحة منها إلى الجرأة، مما يفضي إلى السؤال حول وظيفة الفن من خلال هذه السلسلة الموسومة بالكوميدية :هل تهدف فعلا إلى إدخال السعادة والفرحة على الأسر المغربية والمغاربية أم أنها تسعى – باسم الحداثة – إلى التفكيك الأسري عبر القضاء على ما تبقى من المجتمع المغربي،اللبنة الأساس؛ تلك الزوجة الأصيل، الصبور التي تغمرها السعادة والسكينة بمجالسة زوجها وأبنائها،الذين يبادلونها مشاعر المودة بعيدا عن الماديات والتطاحنات ؟

تجدر الإشارة أن شركة إنتاج المسلسل قد أنفقت مبالغ مهمة على أجور الممثلين وصلت إلى 120 مليون سنتيم لكل من الممثلين “نزهة الركراكي” و”محمد الجم” فيما خصص مبلغ 35 مليون سنتيم للفنان “عزيز الحطاب”.

[email protected]

الإدارة

مدير النشر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى