كتاب السفير

“الكوميديا على شفا جرف هار”

isjc

* بقلم: ذ. الطاهري الشرقي

العارفون في مقومات المسرح يرون “بأن الكوميديا التي تعتمد على الإضحاك فقط من دون رسالة تؤديها قد تصل إلى مرحلة هزلية تخرجها من نطاق الكوميديا إلى التهريج” وهذا ينطبق أساسا على ذلك المهرج المتهور البئيس حد الحقارة والخسة ،وكان قد سبقه من قبل شبيهه في الكلام واللسان واحد من شردمة عجائب هذا الزمان مهرج (كلاس) . على قناة دوزيم المغربية ياحسرة (يستهزء بالعالم المسلم و المغربي القاضي عياض).

والذي  سخرت له تلك “القناة البئيسة” حيزا من الزمن كي ينشر غسيله  على فئة شريفة من المجتمع فتوكأ في مسعاه على رعونة تلك القناة فبئس المتكأ وبئس المسعى. يقدم نفسه فوق الخشبة مزهوا بصفير وهرج وقهقهات الحضور وهو يتماهى برأسه التي لا تصلح سوى للوسادة. على أساس أنه يحمل من نياشين -المعرفة في الكوميديا- والمسرح – ما لم تحمله الجبال وان حملته لمادت وانهدت.. ولكنه نسي برعونته “الكلبية” أنه  هو نفسه مثير للشفقة والقرف في آن واحد.

وهذايفصح عن الوضع الكارثي الذي وصلت اليه الكوميديا  على يد جيل من الشباب الأرعن وحلفائهم و يشير كذلك الى نهاية العمل الكوميدي قبل أن يبدأ والى النهاية التراجيدية لقنوات ظلت تتوهم مندعقود أنها صمام أمان المتتبع لترهاتهم وهذا مصير جميع الأوهام التي يغذيها الحقد الاسود على الأساتذة الأشراف ؛ وقبل البدء بقصف ذلك المرتزق عما ارتكبه لسانه الذي ينفث السم فهوبلا شك  كان يعيش حماسة موسمية أو لحظة عابرة، وستنقضي بانقضاء الأجر المدفوع، فيطوي اللواء الذي حمله نيابة عن مستعمليه وينكفيء على اعقابه خسيسا كظيما. فهذه النازلة لن يستطيع معها لا المعتزلة ولا المرجئة يطيقون صبرا أمام راكون مسعور متطاير اللعاب، لأن اللعاب جسر سالك لانتقال السعار.. والعياد بالله.

قرّرت أن أشاهد مقاطع من “غسيله العفن” رغم أنني لا أحبّ مشاهدة “القمامة التي تقدمها تلك القناة، فالفن المسرحي على العموم أو الكوميديا على وجه الخصوص كما عهدناها منذ مدة … علمتنا أن نميز بين الرديء والجيد. حينها اكتشفت أن هذا المخلوق ليس  كوميديا بل “مهرجا”ومن شر ماخلق، وجاءت استضافته من قبل تلك “القناة البئيسة ” لترسخ موقفي من قذارته التي يقدمها وتفاهة التقديم والمضمون..من سخرية لأجل إضحاك  من لا شغل لهم على الشرفاء “الأساتذة”فقط.

فانحطاط الفن الهادف أو الكوميديا  وصل حدود العبث في ظل تحكم قنوات تائهة. هل يذكر أحد الهدف والغاية من كل هذا؟! مؤسسات عاجزة عن تأطير أي نوع من الأنشطة الفنية الهادفة  دون أن يتحول إلى تهريج بدرجة تجريح ، لا يلبث أن يتحول إلى كيانات متخاصمة (الجمهور مع رواد الفن) مثلا .أم أننا أمام مؤسسات لا تحرس ولاتراقب أو  تنتقي ويمكنها أن تجيز أوتمنع كل ما من شأنه أن يسيء  للآخرين ويمنعه من المنصة ولا يطل على الناس بلسان سليط وبكم هائل من الغثاء والركاكة، التي يتم تصريفها في قنوات وفضاءات  ركيكة هي الاخرى وتنشر الرديء وتشجعه.

فحجم الا ستهثار والتنقيص والتحقير لشخصية الأستاذ من خلال ذلك البرنامج التافه فرض علي حدة الخطاب هذا المهرج وأمثاله  يعني شيئا واحدا، يعني التطبيع مع القبح والرداءة. وأن زمن “الفنون الجميلة”قد ولى وحلت محلها “الفنون القبيحة” ولا أعتقد أن “في الفن قبيح”

وأختم بما قاله (الدكتور حسن قرنفل) في تصريح لـ ”التجديد” بأن تراجع سلطة المدرس سببها تراجع دور كل الهيئات والمؤسسات الاجتماعية بما فيها الوالدين، وكذا الممارسة اليومية لمهنة التعليم، الشيء  الذي كرس النكت والأقوال الساخرة عن مهنة التعليم بصفة عامة التي تروج داخل المجتمع ….

فلا عجب أن يتكلم مثل هذا الأبله في حق أناس  من الفئة الشريفة داخل المجتمع المغربي ألا وهم الاساتذة … والذين هم بلا شك من روضوا لسانه السام على التعبير يزاول للأسف الشديد هذه المهمهة التخريبية والفوضوية ولولاهم لما كان هذا المعتوه في الدرك الأسفل  مع زمرة من الجهلة والأميين …

فهل يكفي التعود من شر ما خلق ؟

الإدارة

مدير النشر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى