كتاب السفير

هل المشروع التنموي الجديد قادر على النجاح في ظل انهيار القيم الأخلاقية والإنسانية؟

isjc

* خالد الشادلي

إن تنامي بعض الظواهر الاجتماعية كالسرقة والاغتصاب والرشوة، والكلام الساقط، ما هو إلا دليل على أن الوضع داخل المجتمع المغربي ليس على ما يرام، بل يؤكد بالملموس انهيار القيم الاخلاقية والانسانية، نتيجة اندثار الروابط الاجتماعية بين أفراد المجتمع، فجل الأسر تعيش تفككا خطيرا، لعوامل اجتماعية واقتصادية؛ كالطلاق والفقر والجهل والأمية بكل أشكالها… فالأسرة تعد أهم خلية داخل النظم الاجتماعية، والتي تتفرع منها باقي الخلايا.

أما المدرسة فقد فقدت الكثير من هيبتها التربوية والتعليمية، والعنف المتبادل بين الأساتذة والمتعلمين كفيل بإعطاء صورة واضحة عن هذه الخلية الثانية المهمة، فالمدرسة اليوم أصبحت حقلا للتجارب وإرضاء أطراف خارجية، ولو على حساب المجتمع، فجل الباحثين يجمعون على أن المنظومة التعليمية التربوية أفلست بفعل التدبير العشوائي، مع العلم ان مشكل التعليم واضح كوضوح الشمس، لا يحتاج إلى كثرة المجالس أو الكلام العقيم.

بالاضافة الى تدهور الأسرة والمدرسة، نجد مؤسسات أخرى كدور الشباب التي فقدت بريقها لعدم مواكبة التطور الحاصل في العالم، ورسمت لها مسافة بينها وبين التأطير التربوي الموجه للأطفال والشباب، وأصبحت بناية يعجها كل لا شغل له، وهذا ساهم في تكوين أطر فارغة من كل محتوى تربوي، وهذا ما يشاهد داخل المخيمات الصيفية التي أصبحت مكان لنشر كل شيء ما عدا التربية والقيم الإنسانية.

يعتبر الإعلام حلقة مهمة في التنشئة الاجتماعية، والمؤثر بشكل قوي في الأفراد، لكن على ما يبدو للكثيرين أن إعلامنا يغرد خارج السرب بأعماله وبرامجه التي ليس لها أي هدف سوى تصريف التفاهة وتكوين جيل تافه، فإذا كانت هذه المؤسسات كلها لا تلي أهمية إلى التربية والتنشئة الاجتماعية، القادران على تكوين أفراد صالحين لذواتهم وللوطن، -إذن فمن يربي؟،- فالجواب يكون هو الشارع الذي أضحى مركز التنشئة الاجتماعية بالدرجة الأولى نظرا للتفاعل الواسع بين جميع الفئات العمرية والطبقية، وهنا تكمن خطورة الشارع، باعتباره يضم الصالح والطالح.

ان المتأمل في المجتمع المغربي، سيذهل من هول الأحداث الإجرامية التي تفاقمت بشكل مرعب في الآونة الأخيرة، فالظواهر الاجتماعية التي أصبحنا نتطبع معها على ما يبدو، توحي كأننا في غابة، رغم المجهودات الأمنية التي تحاول جاهدة في محاربتها، لكن تبقى لوحدها غير كافية.

فجل أبحاث علم الاجتماع النفسي، تؤكد على أن تفاقم الظواهر الاجتماعية في مجتمع ما؛ مؤشر على خلل في نظم المجتمع، وجب تداركها قبل فوات الآوان.

وأمام هذا الوضع، فالسؤال المطروح الآن، هو كيف ستتعامل اللجنة المكلفة بإعداد تصور للمشروع التنموي الجديد في ظل انهيار القيم الأخلاقية التي تعد المحرك الأساس في كل عمل؟، فلا يمكن بناء مجتمع متماسك وقوي ومندمج في جميع الإصلاحات المرسومة دون قيم أخلاقية إنسانية، فالدولة بكل أطيافها ملزمة بالتفكير الجدي من أجل إيجاد حل لمعضلة التربية، كما أن جل المواثيق تؤكد أن الدولة هي المسؤولة عن رعاية مصالح الناس في إطار تعاقد وميثاق أخلاقي.

ومن بين الإصلاحات المقترحة التي قد تغير من واقعنا:

إصلاح المنظومة التربوية والتعليمية

إصلاح المنظومة الاعلامية

بناء دور الشباب والثقافة في الأحياء

الإعتناء بالأسرة المغربية

الحد من ظاهرة الفقر والتهميش

الاهتمام بالطفولة والشباب

إدراج الثقافة الجنسية ضمن المناهج التعليمية…

الإدارة

مدير النشر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى