كتاب السفير

الخطاب المزدوج للحكومة الإسبانية

isjc

السفير 24 – ذ. البشير حيمري

لم نعد نفهم موقف الحكومة الإسبانية بزعامة رئيس الوزراء الإشتراكي الذي تحالف مع حزب بوديموس المعادي للقضية الوطنية، زعيم الإشتراكيين ، لم يكن له خيار آخر لتشكيل الحكومة الحالية دون تقاسم السلطة مع البوديموس.

وعند تشكيل الحكومة الجديدة قيل بأن جل الحقائب المهمة سيطر عليها الحزب الإشتراكي ،الذي أسند أربعة حقائب لحليفه، حزب البوديموس الذي يستمر في دعم جبهة البوليساريو الوهمية، ومعادات المغرب، باستقباله لوفد يمثل العصابة التي تتحكم في مخيمات تندوف، والتي تعرف بالمناسبة انتفاضة.

وزارة الخارجية المغربية سارعت بالتنديد بهذا الموقف المعادي الذي يسيئ للعلاقات بين البلدين ويدفع لتوتر جديد،

مواقف البوديموس هل ستكون سببا في انهيار العلاقات بين البلدين لاسيما بعد التجادبات التي عرفتها في الأسابيع الأخيرة بسبب ترسيم الحدود في البحر من طرف واحد وتشديد الحصار عن الثغرين المستعمرين مليلية وسبتة من طرف المغرب بقرار لمنع تجارة التهريب، وبلاغ وزارة الخارجية الإسبانية ردا عن الإحتجاج المغربي، والذي أكد على تمسك إسبانيا بالقرارات الأممية في إيجاد حل لهذا النزاع المفتعل.

وهل سيستطيع رئيس الوزراء الإشتراكي لجم حزب البوديموس من تعكير صفو العلاقات المغربية الإسبانية؟ لا أعتقد ذلك لأن زعماء هذا الحزب ماضون في سياستهم لدعم عصابة البوليساريو، التي تعيش توترا داخليا وصعوبة في حضور مؤتمر القمة الإفريقي العربي للإستثمار الذي سينعقد في السعودية والذي تم تأجيله.

فطبيعة التوثر الذي تعرفه العلاقات المغربية الإسبانية لن تكون عابرة ومرحلية، لأن شريك الحزب الإشتراكي في هذه الحكومة لن يغير موقفه من دعم الإنفصاليين، والمغرب لن يسكت عن هذا الخطاب المزدوج، والتوثر سيزداد بالحصار المتشدد على الثغرين المحتلين مع الإشارة كذلك لموقف الحزب الشعبي المتحكم في حكومة الثغرين سيزيد من تعكير صفو العلاقات بين البلدين وسيتخذ موقف معادي أشد قسوة واستفزازا للمغرب.

كيف سيكون موقف الحزب الإشتراكي الحاكم بعد تصرف حزب البوديموس في استقباله لوفد البوليساريو، ولو لم يكن رسميا ومن دون استشارة رئيس الوزراء الإشتراكي.؟

هل سيستمر المغرب في حصار الثغرين والقضاء على تجارة التهريب وحماية الإقتصاد الوطني؟ هل الحكومة قادرة على توفير اقتصاد بديل لسكان إقليمي الناضور وتطوان والمدن المجاورة لهم؟ وهل الحزب الشعبي المتحكم في الثغرين سيضغط على المغرب ويساند حزب البوديموس بدعمه لجبهة البوليساريو الوهمية ؟.

أسئلة يطرحها العديد من المتتبعين ويبدو أن الحكومة الإسبانية تعيش على صفيح ساخن والتحالف الحكومي سيكون هشا في اختلاف مواقف كل من الحزب الإشتراكي وحزب البوديموس من قضية الصحراء المغربية، وأعتقد أننا نعيش نفس الوضعية في الدنمارك مع حكومة الإشتراكيين الدنماركيين الذين يتبنون نفس موقف الحزب الإشتراكي الإسباني، في الوقت الذي يتبنى حزب القائمة الموحدة والبديل والحزب الشعبي الإشتراكي، وهي الأحزاب الداعمة للحكومة موقف البوديموس لإسبانيا.

الإدارة

مدير النشر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى