فن وثقافةفي الواجهة

“مؤسسة أرشيف المغرب” تحتضن رصيد ” باتريس دومازيير”

isjc

السفير 24 – عزيز لعويسي

إذا كان المشرع الأرشيفي قد أناط بمؤسسة “أرشيف المغرب” “مهمة صيانة التراث الوطني والقيام بتكوين أرشيف عامة وحفظها وتنظيمها، وتيسير الاطلاع عليها لأغراض إدارية أو علمية أو اجتماعية أو ثقافية”، فقد تضمن بالمقابل، عدة مقتضيات تتيح لها إمكانية التدخل في “الأرشيف الخاصة”، بعدما أهلها لأجل صيانة التراث الوطني، “أن تتملك عن طريق الشراء، أو أن تتلقى على سبيل الهبة أو الوصية أو الوديعة القابلة للاسترجاع، أرشيفا خاصة، تتولى حفظها ومعالجتها والتمكين من الاطلاع عليها”.

وهي صلاحيات قانونية، مكنت المؤسسة ومنذ تأسيسها، من التدخل في أكثر من مستوى، في سبيل وضع اليد على الأرصدة الأرشيفية الثمينة، التي من شأنها صيانة التراث الوطني وإثرائه، وقد أثمرت مجهوداتها، على توقيع اتفاقيات متعددة المستويات، تسلمت بموجبها “أرشيفات” مجموعة من الخواص على جانب كبير من القيمة العلمية والتراثية، وقد تمثلت آخر منجزاتها في هذا الإطار، في وضع اليد على رصيد المهندس المعماري المتألق “باتريس دومازيير” ( Patrice de Maziéres )، الذي – وبعد ما يزيد من سنتين ونصف من التشاور والإقناع – قرر أن يأتمن على سبيل الهبة، “مؤسسة أرشيف المغرب” على بعض وثائقه الخاصة، التي تعكس النشاط المهني للواهب لمدة نصف قرن من الزمن (1962-2013)، بصم خلالها، المشهد المعماري العصري في المغرب الحديث العهد بالاستقلال.

يذكر أن “باتريس دومازيير” من مواليد مدينة الرباط سنـة 1930 من أسرة مشهورة في مجال الهندسة المعمارية، تابع دراسته العليا في الهندسة المعمارية بباريس، حتى نال شهادته سنة 1956، رفقة شاب مغربي هو “عبدالسلام فراوي”، وقد أقدم المتخرجان، عقب ذلك، على فتح وكالة للهندسة المعمارية بالمغرب، حيث اشتغلا لمدة ناهزت ثلاثين سنة (1962-1998)، ومن 1998 إلى تاريخ خلوده إلى التقاعد سنة 2013، استمر يشرف بمفرده على تسيير وكالته، في إطار مسار مهني طويل، أفرز رصيدا أرشيفيا، يشكل قيمة تاريخية كبــرى، وقد أمكن للمؤسسة وضع اليد على هذا الرصيد، بموجب اتفاقية تم توقيعها بالرباط بتاريخ 21 فبراير 2020، التزمت من خلالها المؤسسة، بالحفاظ على الرصيد، وذلك بمعالجته حسب قواعد “علم الأرشفة” والقيام بتثمينه وإتاحته للمرتفقين في إطار الحق في الاطلاع.

الإدارة

مدير النشر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى