في الواجهةمجتمع

تنسيقية المعطلين وحاملي الشهادات بإقليم تنغير ترد على طلب النائب البرلماني لحسن ادعي ببناء سجن بالمدينة

isjc

السفير 24

توصلت جريدة “السفير 24” برسالة من التنسيقية الميدانية للمعطلين وحاملي الشهادات بإقليم تنغير، ترد فيها على الطلب الذي قدمه النائب البرلماني “لحسن ادعي” الى مندوبية السجون، بأن تقوم بتشييد سجن على مستوى المدينة، علما ان الجنوب الشرقي ككل يفتقر لجميع البنيات التحتية من مدارس ومعاهد وجامعات ومستشفيات…
وجاء في الرسالة ما يلي:

من أعضاء التنسيقية الميدانية للمعطلين وحاملي الشهادات إلى النائب المحترم :

ليكن في علمك أن إقليم تنغير بحد ذاته سجن كبير بلا جدران تسيره عصابة من الجلادين السياسويين، ومادام كذلك فإننا لسنا بحاجة إلى سجون لأنه لا يعقل أن يشيد سجن داخل سجن، ودهاليز داخل دهاليز وزنزانة داخل زنزانة.

إن مطالبتكم ببناء سجن يتسع للجميع رجالا ونساء وكهولا وأطفالا، إن دل على شيء إنما يدل على أن المقاربة الأمنية لا تزال تسيطر على عقولكم، ولا تزالون تحنون إلى سنوات الرصاص التي ذهبت بغير رجعة وسياسة “جوع كلبك اتبعك” التي لم تعد تعطي مفعولها، فعوض أن تطالبوا بتشييد جامعة تمكن أبناء الجنوب الشرقي من إتمام دراستهم قرب أهاليهم، خصوصا وانتم تعلمون مدى حجم المعاناة التي يعيشها هؤلاء الطلبة، فلماذا لا تطالبون مثلا بتشييد جامعات على مستوى الجنوب الشرقي؟

إن ساكنة إقليم تنغير لا تزال تعاني بسبب غياب المستشفى الإقليمي وانتم تعلمون أن المرضى يضطرون إلى قطع مسافات ضوئية من أجل تلقي العلاج في المغرب النافع، فلماذا لا تطالبون بتشييد مستشفى جامعي بتنغير أسوة بباقي الجهات ؟

إن اغلب دواوير إقليم تنغير ومداشره تعيش حاليا عزلة حقيقية بفعل التساقطات الثلجية الأخيرة التي أدت إلى انقطاع المسالك التي وفرتها الطبيعة. فلماذا لا تطالبون بفك العزلة عن هذه الدواوير المنسية وذلك بإنشاء بنية تحتية قادرة على الصمود أمام التقلبات المناخية؟

كما أن غالبية شباب إقليم تنغير المفقر بلا شغل ولا مستقبل بسبب البطالة التي حطمت كل الأرقام القياسية مما دفع بالكثيرين منهم بعد فقدانهم الأمل إلى ركوب قوارب الموت هاربين من واقع مرير أفرزته نخبة إقطاعية فاسدة همها الوحيد الاستحواذ على خيرات هذا الإقليم المنكوب. فلماذا لا تطالبون بتنمية شاملة؟ وتمييز إيجابي يعوض للإقليم والساكنة تلك العقود من التهميش والإقصاء الممنهجين.

إن أغلبية أبناء جهة درعة تافيلالت عامة، وأبناء إقليم تنغير خاصة لازالت تلقى حتفها في مسالك “تيزي تيشكا” المميتة. فلماذا لا تطالبون من الدولة أن تقوم بتشييد نفق بإمكانه تقليص المسافات وحماية أرواح أبناء الجنوب الشرقي المنسي ؟

أمام كل الأوضاع المأساوية التي تعيشها ساكنة إقليم تنغير يوميا لم تحركوا ساكنا لإيجاد حلول واقعية ومعقولة تخرج الإقليم من مستنقع الفقر والهشاشة والعطالة، لكن عندما تعلق الأمر بالسجون فتحتم أفواهكم بدون خجل لتطالبوا ببناء سجون تتسع للجميع في حالة استيقظ شعب أسامر من سباته العميق.

وإلى ذلكم الحين لا يسعنا إلا أن نتساءل “واش وجهك هداك أولا كفاك”.

الإدارة

مدير النشر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى